الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة صمت رهيب حيال «ذنوب» بالجملة: هل أصبحت جامعة كرة القدم أقوى من رئاسة الجمهورية؟

نشر في  14 أوت 2014  (13:13)

لنتّفق منذ البداية أنّنا لا نكنّ العداء لرئيس الجامعة التونسية لكرة القدم ولا لأعضائه الميامين كما يتوهّم «البزناسة» الذين يلقون بشباكهم حول هذا الهيكل الرياضي لغايات في نفوسهم الأمّارة بالسّوء.. بل على العكس تماما فنحن نحترم الدكتور الجريء ونشدّ على أيادي كلّ العاملين معه لأنّهم إجتهدوا في خدمة الكرة التونسية لكن «هذاكة حدّ الجهيّد»، وقبل أن ندخل في صلب الموضوع نؤكد كذلك أنّنا في «أخبار الجمهورية» لسنا من تلك «الجوقة» المختصهة في لعبة الحملات الدعائية لـ «فلان» على حساب «علّان» أو من «المنخرطين» في المنظومة الساعية لإقناع الاندية بسحب ثقتها من المكتب الجامعي الذي أهمل لبّ الموضوع واعتنى بـ «القشور» التي لم ولن تفيد كرتنا في شيء.
عندما نصدع بهذه الحقيقة لا نعني كذلك أنّنا سنغالط الرّأي العام ونغدق آيات الشكر والثناء على جامعة يتعامل جلّ أفرادها بـ «الأقنعة» في ما بينهم وينهشون لحوم بعضهم البعض في الجلسات الخاصة خارج مكاتب جامعة يتردّد أنّ جلّ أعضائها مجرّد «فيغيرونات» لا يستطعون قول كلمة «لا» أمام الرئيس الذي فتح على نفسه أبواب جهنّم حين التزم الصمت حيال عديد «الكوارث» التي حصلت في عديد المناسبات و«جامل» المتسبّبين فيها وكأن شيء لم يحدث ..
من يحمي عوّاز الطرابلسي؟
وفي هذا السياق نسأل رئيس الجامعة، لماذا لم «تؤدّب» عمّار عوّاز الطرابلسي حين كاد يتسبّب في فضيحة للتحكيم التونسي في القاهرة لمّا تمّ تعيين الحكم نصر الله الجوّادي لإدارة لقاء طرفاه منتخبا مصر والسودان تحت 17 سنة لكن عوّاز ومن معه لم يقوموا بإعلام هذا الحكم والطاقم المرافق له، ولو لا يقظة إيناس اليعقوبي (موظفة سامية في الجامعة) التي أنقذت الموقف في الوقت بدل الضائع لحصلت الفضيحة، ومع ذلك فإن عواز خرج من الورطة كـ «الشّعرة من العجين» قبل أن يتحوّل إلى «عنتر شايل سيفو» ويعنّف محمد القوصري رئيس الرّابطة الجهوية ببنزرت وكالعادة بقي عواز فوق المحاسبة.. هذا طبعا دون نسيان القضيّة التي رفعها ضده علالة المالكي واتّهم فيها عواز بتدليس النظام الأساسي للحكم، ومع ذلك فإن وديع الجريء واصل تعامله بكلّ ودّ مع عوّاز قبل أن ينصبّه لموسم إضافي على رأس الادارة الوطنية للتحكيم «تكريما» له على «فضائله» التي انتفع بها التحكيم في تونس.
حماية خاصة للدبّابي و«الملاكم» بلعيد
كما نسأل رئيس الجامعة، لماذا أغمض عينيه على الاتهامات التي تطارد محمد الدبابي كرئيس للجنة تعيينات الحكام في رابطة الهواة، وكذلك محسن بلعيد رئيس اللجنة الجهوية للتحكيم بقفصة وكأنّ كلاهما مسؤول « برتبة ملاك» ولم يلحق الأذى ببعض الحكام والأندية، والحال أنّ الأخبار المتأتيّة من هنا وهناك يؤكد أصحابها أن كلاهما أتى «خروقات» بالجملة والتفصيل قيل وإنّه إنتفع منها على -سبيل المثال- في رابطة الهواة فريق إتّحاد سبيطلة التي يرأسه «الكينغ كريم الهاني»، ومحسن بعليد نفسه حين تحوّل الى «ملاكم» في مأوى السيارات داخل مقرّ الجامعة التونسية لكرة القدم، حيث تمكّن يومها «الملاكم بلعيد» من إسقاط نصرة بالقاضي رئيس فرع وداديّة الحكام بقفصة بـ «الضربة القاضية»..
لكن مرّة أخرى «معالي» رئيس الجامعة «مولى الدّار موش هوني» وأمام دهشة الجميع «يعاقب» محمد الدبّابي ومحسن بلعيد بتعيينهما في نهائي كأس تونس الفارط كمراقبين!
رئيس الرّابطة الجهوية بصفاقس أقوى من الجامعة!
من جهة أخرى لا ندري لماذا، إتّخذ المكتب الجامعي قرار إستدعاء كلّ من معز المستيري رئيس الرّابطة الجهوية بصفاقس وفاطمة الفوراتي رئيسة الرّابطة المحترفة لكرة القدم النسائية للمثول أمام مجلس التأديب عبر الموقع الرّسمي للجامعة ثم تبخّر هذا الاستدعاء فجأة في الهواء وتحوّل «مجلس التأديب» الى جلسة صلحيّة بين المستيري وأحمد كندارة والكاتب العام للجامعة وجدي العوّادي..
ورطة رشيد بن خديجة
في السياق ذاته نسأل الدكتور الجريء، لماذا أطردت كلّ من رشيد بن خديجة ومراد الدعمي ثم أعدتهما الى مكانيهما رغم كلّ ما يحوم من كلام حول هذين الرّجلين؟
كما نسأله كيف سنتصرّف إزاء الإيحاءات التي قدّمها رشيد بن خديجة الى الحكم غازي بن غزيّل ليلة الاربعاء الفارط بعد نزول الستار على الاختبار البدني «وارنر» حين قال له «جاتني تعليمات من فوق بألاّ تكون من الناجحين» .. بمعنى أنّك كرئيس جامعة طلبت بإسقاط بن غزيّل لأسباب نتمنّى أن تتجرّأ على كشفها للعموم..
التعيينات والترجي والقناة الوطنية الأولى
..وتواصلا مع الاتهامات التي تطارد رئيس الجامعة في مجال التحكيم، فهذا يتّهم وديع الجريء بتعيين الحكام بنفسه للمقابلات الكبرى والحاسمة، مقابل ترك «الفتات» لجمال بركات.. وذاك يتّهمه بخدمة الترجي الرياضي وإرضاء مسؤوليه، والاخر إتّهمه بـ «الاستيلاء» على دواليب الحكم في القناة الوطنية الأولى من بوّابة «الأحد الرياضي»، أمّا بعيدا عن مجال التحكيم، فحدّث ولا حرج، فكلّ الارقام تؤكد أنّ هذه الجامعة فشلت في معالجة أمراض الكرة التونسية سواء في المنتخبات الوطنية أو الأندية بكبيرها وصغيرها، ومع ذلك فإنّ أصحاب القرار متمسّكون بكراسيهم، وكأنّهم «جابو الصّيد من وذنو».. والأغرب من كلّ ذلك أنّه لا سلطة للإشراف ولا غيرها نبهت رئيس الجامعة ومن معه الى مخاطر السياسة الغامضة التي يتّبعونها وتناقشت معهم حول مصلحة الكرة التونسية مما أوحى للشارع الرياضي أن وديع الجريء أقوى من الجميع بما فيهم وزير الرياضة ورئيس الحكومة وحتى رئيس الجمهورية!
في الختام نقول أن أغرب ما اتاه اصحاب القرار في الجامعة هو قيامهم أول أمس الاثنين بتغييرات «تاريخية» في سلك التحكيم تضرر منها «الزواولة» على غرار فتحي بن سالم الذي تم تعويضه بعلي الثابتي ورضا فهمي الذي حلّ مكانه مراد الدعمي ومنذر برتكيز الذي ترك كرسي دائرة التحكيم النسائي الى محمد علي السليني، اما بقية «اصحاب العمايل» والفضائح والعجائب والغرائب فقد حازوا مجددا على ثقة رئيس الجامعة وكأنهم أنظف من النظافة !


الصحبي بكار